أحب العمل إلى الله 5

عرض بكامل الشاشة

أحب العمل إلى الله 5

أَفْهَمُ دِلالَةَ الحَديث الشريف:

يَذْكُرُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إلى الله، ما اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَلَمْ يَنْقَطِعُ عَنْهُ، وَإنْ كانَ قَلِيلًا، فالعَمَلُ الصّالِحُ إِذا داوَمَ عَلَيْهِ العَبْدُ كَانَ ذَلِكَ أَفْضَلَ؛ لِأَنَّ فِيهِ اعْتِيَادًا واسْتِمْرارِيَّةً عَلَى فِعْلِ الخَيْرِ، وَبِهِ يَنالُ مَحَبَّةَ اللَّهِ تَعَالَى.

قَلِيلٌ دَائِمٌ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مُنْقَطِع

يَخْتارُ المُسْلِمُ مِنَ العَمَلِ ما يَسْتَطيعُ القيامَ بِهِ لِيَتَمَكَّنَ مِنَ المُداوَمَةِ عَلَيْهِ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَّخِذُ حَصِيرًا فِي مَسْجِدِهِ، وَيَجْعَلُهُ حاجِزًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ بِاللَّيْلِ، فَيُصَلِّي، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَ النَّاسُ يَرْجِعونَ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيُصَلُّونَ مِثْلَهُ حَتَّى زادَ عَدَدُهُمْ، فَأَقْبَلَ الله عَلَيْهِمْ فَقالَ: «يا أَيُّها النَّاسُ ، خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ ما تُطيقُونَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمالِ إِلى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ» (رَوَاهُ البُخَارِيُّ).

 

إِنَّ الله تعالى لا يَمَلُّ مِنْ ثَوابِكَ حَتَّى تَمَلَّ مِنَ الْعَمَلِ.
فإنَّ الله لا يمل حتّى تملوا 

ما اسْتَمَرَّ العَمَلُ فِي حَيَاةِ العَبْدِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا. 
إن أحب الأعمال اللَّهِ مادام وإِنْ قُلْ 

الاسْتِطَاعَةُ عَلى القِيامِ بِالعَمَلِ سَبَبُ الِاسْتِمْرارِ فِيهِ.
خُذوا من الأعمالِ ما تطيقون .

أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَكَانَ حَرِيصٌ عَلَى عَدَمَ التَّشْدِيدِ وَالاِثْقَالِ عَلَى النَّاسِ 
اتخذ النبي لحصيرا في المسجد وجعلة الحاجز الا مع غيره وصلى وَجَعَلَهُ بالليل.

الاقتداء بالرَّسولِ وَمَحَبَّتِهِ صلى الله عليه وسلم
حرصه عليه الصلاة والسّلامُ على عدم التشديد والتخفيف على أمّته .

 

أَفَكُرُ وَأَتَوَقُعُ:

ماذا يَحْدُثُ إِذا اسْتَمَرُ العَبْدُ في عَمَلٍ صالح يَجِدُ فِيهِ مَشَقَّة في الحالتينِ التاليتين:

المُداوَمَةِ وَالصَّبْرِ عَلَى المَشَقَّةِ؟
التّعبُ وترك العمل.

الانْقِطَاعِ عَنِ العَمَلِ بِسَبَبِ المَشَقَّةِ؟
خسارة الأجر .

أَقْرَأَ وَأَقارن
الحالة الأولى:
خالد شاب بار بِوَالِدَتِهِ، يُحْسِنُ إِلَيْهَا، وَيُكْرِمُهَا، وَعِنْدَما كَبَرَتْ فِي العُمْرِ أَسْكَنَها مَعَهُ في مَنْزِلِهِ واسْتَمَرَّ برعايَتِها وَالعِنايَةِ بِهَا، وَبَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ، مَلْ وَضَجِرَ، وَفِي لَحْظَةِ غَضَبٍ قَالَ لَهَا : أَلَيْسَ لَكِ أَوْلَادُ غَيْرِي؛ فَبَكَتْ، ثُمَّ طَلَبَتِ الانتقال إلى بَيْتِ وَلَدِها سَعِيدٍ، وَبَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ تَوَفَّاها اللهُ تعالى.
 

الحالَةُ الثَّانِيَةُ: 

جاسِمٌ رَجُلٌ صالح، يَسْكُنُ بِجَانِبِ بَيْتِهِ رَجُلٌ كَبِيرٌ فِي السِّنِّ، لا يوجَدُ مَنْ يَرْعاهُ، فَكَانَ جَاسِمٌ يَعْتَنِي بِهِ وَيَرْعَاهُ، يُحْضِرُ لَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ كُلَّ يَوْمٍ، وينظف لَهُ غُرْفَتَهُ، وَبَعْدَ عِدَّةِ أَعْوامِ انْتَقَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيدٍ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ، لَكِنَّهُ اسْتَمرُ فِي الذَّهَابِ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمِ لِرِعَايَتِهِ

المقارنةخالدجاسم
نَوْعُ العَمَلِالبر بوالدتهالإحسان للجار
المُداوَمَةُ عَلَيْهِالملك والتقصيرالاستمرار في العمل
النَّتيجَةُانقطع العمل والأجرُاستمر العمل والثواب


ثمراتُ المُداوَمَةِ عَلَى العَمَلِ الصّالِحِ

مِنْ ثَمَرَاتِ المُداوَمَةِ عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ: 

الهدايَةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى.
النَّجاةُ عِنْدَ الشَّدائِدِ، حَيْثُ إِنَّ مُداوَمَةَ يونُسَ الهِ عَلَى التَّسْبِيحَ فِي الرَّحَاءِ كَانَتْ سَبَبًا فِي نَجَاتِهِ مِنْ بطن الحوت، قالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَيْحِينَ ) البَتَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) [الصافات: 143، 144].

أَقْرَأَ ثُمَّ أَسْتَنْتِجَ:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: 
«أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابٍ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ أَيْ وَسَخِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ . قالَ : فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يَمْحو اللَّهُ بِهِنَّ الخَطايا». (رَواهُ البُخَارِيُّ)
المداومة على الصلاة تغفرُ الذُّنوب.